تقنيات الذكاء الاصطناعي من لاند روڤر تغيّر قواعد اللعبة وتساعد السير بن أينسلي في تحقيق إنجاز تاريخي
أشاد السير بن أينسلي بقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى لاند روڤر في تغيير قواعد اللعبة قبيل مشاركة الفريق البريطاني في بطولة كأس أمريكا، التي تقام على أرضه في مدينة بورتسموث من 22 وحتى 24 يوليو الجاري.
وستقوم لاند روڤر، الشريك الاسمي وشريك الابتكار الحصري لفريق لاند روڤر للإبحار الشراعي BAR، بتطبيق خبراتها في مجال معالجة البيانات الكبيرة والتعلم الآلي من أجل المساعدة في التصميم الهندسي لأسرع قارب في تاريخ بطولة كأس أمريكا، وضمان فوز المملكة المتحدة بالكأس الأقدم في تاريخ الرياضة في العالم للمرة الأولى على الإطلاق.
وانضم مهندسو لاند روڤر إلى الفريق منذ أكثر من عام، حيث يستخدمون الذكاء الاصطناعي من أجل اكتشاف أنماط جديدة في بيانات الأداء خلال الإبحار لزيادة سرعة القارب. وعند إجراء التجارب، يتلقّى فريق الإبحار أكثر من 16 جيجابايت من البيانات غير المضغوطة يومياً عن طريق أجهزة استشعار مثبتة على القارب، أي ما يعادل كمية من البيانات تكفي لتعبئة ذاكرة هاتف آيفون. وتعتبر القدرة على معالجة هذه البيانات والاستفادة من حجمها غير مسبوقة في عالم الإبحار، حيث أصبح بالإمكان إنجاز عمل كان يحتاج إلى أسابيع بشكل فوري بفضل القدرة الحاسوبية والتحليل الفوري لدى لاند روڤر.
وفي هذا الشأن، قال السير بن أينسلي، مدير الدفة وقائد فريق لاند روڤر للإبحار الشراعيBAR : “تعتبر قدرات الآلات الذكية التي يوظفها قسم البحوث والتطوير في لاند روڤر مجالاً حيوياً يضيف قوة كبيرة للتحدي الذي يخوضه فريق لاند روڤر BAR للفوز بكأس أمريكا. وقد أظهرت النسخة 34 من كأس أمريكا أهمية المحافظة على عوم ثابت فوق الألواح خلال الحركة. وتساعد لاند روڤر في فهم الفرق بين ارتفاع القارب فوق الماء وعودة مجدداً بين الأمواج. ونحن ندرك جيداً بأن مسألة الفوز أو الخسارة قد تُحسم خلال لحظات قليلة، ومن هنا يبرز دور تقنيات الذكاء الاصطناعي من لاند روڤر في صنع فارق هام”.
وقد تطورت تقنيات التعلم الآلي من خلال دراسة كيفية التعرف على الأنماط ونظرية التعلم الحسابية في الذكاء الاصطناعي، ويعتبر الإبحار تطبيقاً مثالياً لهذه التقنيات نظراً لوجود الكثير من العوامل المتغيرة، كالرياح بشكل أساسي.
وتقوم أجهزة الاستشعار الموجودة على القوارب التجريبية بقياس أكثر من 300 من العوامل المتغيرة بدءاً من قياس ضغط الألياف البصرية وحتى مقياس التسارع ذي المحاور الستة وأجهزة الاستشعار الصوتية التي تقيس المسافة بين القارب وسطح الماء. ويدرك ريتشارد هوبكيرك، مدير التحليلات والأنظمة لفريق لاند روڤر للإبحار الشراعيBAR تماماً أهمية هذه البيانات في منح الفريق ميزة تنافسية.
ويقولهوبكيرك: “خلافاً لسيارات الفورمولا 1، حيث يمكن حساب مدخلات قوة المحرك بدقة، فإن التغير المستمر في سرعة الرياح يجعل من الصعب قياس التحسن في الأداء عندما تكون مدخلات الطاقة غير معروفة.وهنا تبرز خبرات لاند روڤر في مجال التعلم الآلي، حيث يمكن للخوارزميات الذكية الفرز بين كميات هائلة من البيانات ودراسة الأنماط في مختلف الظروف المتغيرة، أي تلك الأنماط التي يستحيل الوصول إليها من قبل محلل بشري، والتي يكون لها دور حتمي في الفوز أو الخسارة”.
وتعتبر جاكوار لاند روڤر رائدةً في مجال التعلم الآلي في صناعة السيارات. وتهدف تقنية السيارة ذاتية التعلم إلى تقديم تجربة قيادة فائقة الذكاء من خلال فهم السائق والعمل وفقاً لتفضيلاته الشخصية.
ويشرف ماوريسيو مونيوز، المهندس في لاند روڤر على هذا المشروع وهو أيضاً أحد أعضاء فريق تقنية السيارة ذاتية التعلم. وانضم ماوريسيو إلى فريق الهندسة المتقدمة في جاكوار لاند روڤر مباشرة بعد تخرجه من جامعة في ألمانيا وحصوله على درجة الماجستير في هندسة البرمجيات في ميونخ وفي التعلم الآلي من معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطن.
وكانت المهمة الأولى للشاب البالغ من العمر 27 عاماً هي تحليل حركات ومناورات محددة والبحث عن الطريقة المثلى للإبحار بالقارب. ومنذ ذلك الحين، بدأ بتوظيف التعلم الآلي من أجل ايجاد نماذج لتوفير الثبات الأنسب لتحقيق السرعة القصوى للقارب. ويقول مونيوز: “نعمل في جاكوار لاند روڤر على استخدام تقنيات التعلم الآلي من أجل تحديد الأنماط السلوكية، وكيفية تفاعل الأفراد مع سياراتهم للوصول إلى مرحلة نتمكن فيها من جعل عملية القيادة آلية بالكامل”.
وأضاف مونيوز:”إن المشروع الخاص بفريق لاند روڤر BAR مختلف قليلاً، نحن لا نركز على وجود النمط بقدر تركيزنا على مسبباته وكيفية عرضه بشكل مرئي. وسيساهم فهم ذلك في إحداث تغيير جذري في رؤيتنا للأداء فوق الماء وبالتالي اتخاذ قرارات مدروسة بشكل أفضل خلال تصميم القارب وتجربته”.
ويعتبر مونيز واحداً من بين العديد من المهندسين الشباب العاملين في جاكوار لاند روڤر، ممن يشاركون في تقديم خبراتهم الهامة لفريق تصميم قارب لاند روڤر BAR.
وارتفعت حظوظ بريطانيا بالفوز بكأس أمريكا للقوارب الشراعية للمرة الأولى في تاريخها بشكل كبير خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن حقق فريق السير بن أينسلي فوزاً مؤكداً في السباق الذي جرى على أرضه في مدينة بورتسموث. وخلال يومين من المنافسة الحماسية في مضيق سولنت، تضاعفت فرص الفريق بالفوز بالكأس محققاً المركز الأول للمرة الثانية بعد فوزه في شهر يوليو 2015. وحقق الفريق 367 نقطة متفوقاً على منافسه الأمريكي وعلى متصدر السباق الحالي فريق “طيران الإمارات – نيوزيلاندا”، وبقي أمامه سباقان فقط للفوز باللقب.