تطور التقنيات الترفيه في السيارات
تحدثت أودي في معرض تقنيات المستهلكين CES في شنغهاي عن مستقبل الأنظمة الترفيهية في السيارات وقالت أنها ستصبح ضرورة مطلوبة كعدد أحصنة المحرك وربما أكثر.
وعلى لسان مدير مبيعاتها Luca de Meo تقول “ليست مبالغة لو قلنا أن معايير اختيار السيارات ستكون مبنية على الأنظمة الترفيهية ربما أكثر من المحرك بحلول 2020، إذا كنت تحب التقنية وفكرت لثانية ستجد هاتفك الذكي بالقرب منك، وربما ستفكر كذلك في جهاز الإكس بوكس/بلاي ستيشن، أو تلفازك الذكي، وأنظمة الصوت ثلاثية الأبعاد والاجهزة اللوحية”.
الأمر المهم في هذا التصريح ليس فقط في انه على لسان أحد لأفضل الشركات في المجال ولكن لأن مجموعة فولكس واجن لديها نفس التوجه، ومن المعلوم أنها تستطيع تغيير وجه الصناعة بسبب سيطرتها الكبيرة على حصة ليست هينة من السوق، وبالتالي فإن الفترة القادمة هي صراع لتقديم منتجات ترفيهية بالدرجة الأولى بسبب أن التطوير في المحركات حالياً انخفض بشكل كبير عن السابق، أقصد التغييرات الجذرية.
ولنضرب مثالاً بشركة تويوتا التي تمتلك لكزس وديهاتسو وسايون، والتي تبيع ما يقرب من 10 ملايين سيارة سنوياً، لم تقرر بعد في ما إذا كان الشكل الحالي من نظامها الترفيهي عاماً لكل الموديلات برغم أنها أتاحت لنفسها فرصة مميزة حين كشفت عن لكزس GS بأكبر شاشة معلومات ترفيهية في صناعة السيارات ولكنها أتت بنظام فقير مقارنة بما تقدمه الشركات الألمانية في نفس الفترة وبرغم أنها قدمت LFA بأفضل نظام في حينه!
ما زالت اخبار السيارات ذاتية القيادة شبه معدومة من اليابان، في حين أن العلامات الألمانية تسابق الزمن للوصول لهذه المرحلة، وهنا يتضح أن الألمان يثقون في آلاتهم لدرجة تمكن السائقين من العبث حينما تقوم السيارة بعملها على أكمل وجه، ولكن في آسيا لازال البشر عليهم التحكم بالكامل، وبالتالي ليسوا مضطرين للحصول على أنظمة ترفيهية، وكوريا الجنوبية استثناء من القاعدة.
سوق السيارات المتوسطة والصغيرة ما بين 65-120 ألف ريال هو أصعب الأسواق بسبب العدد المهول من المنافسين وبرغم ذلك، ينجح فيه من يقدم نظاماً ترفيهياً أفضل بسبب توازي أداء المحركات، وبالتالي نجاح علامة ما في تقديم سيارة بمستوى عالي من التقنيات على شكل أنظمة ترفيهية بالأخص يعني نجاحها في السيطرة على القطاع، وهو السبب الذي جعل من هيونداي ثورية تماماً هي تقديمها لتصميم مميز جداً لسوناتا 2010 في حين أن تويوتا لازالت ملتزمة بأنظمة القرن الماضي، تويوتا لم تحاول حتى الخروج من الصندوق التقليدي في وقت بدأ فيه سوق الهواتف النقالة في أخذ منحى جنوني.
علامات قليلة استطاعت اللعب بشكل جيد في هذا القطاع، فمثلاً بي ام دبليو تعزي معظم نجاحات ميني إلى النظام الترفيهي، وذلك لأن محركات ميني لا يمكن مقارنتها بموديلات بي ام دبليو التي تنافسها، ولكن سمعة ميني بالإضافة للنظام الترفيهي الذي يعد الأفضل حالياً جعلت ميني تنتعش كما يجب، وفعلياً استطاعت بي ام دبليو بإعادة بناء النظام الترفيهي وتقديم جيل جديد فقط كما حدث مع الفئة السابعة الجديدة كلياً وتقديم i8 كسيارة فضائية! وهو الأمر الذي جعل فولفو تسلك الأمر ذاته مع XC90 وكذلك الأمر مع تيسلا التي قدمت 17 انش في الكونسول الوسطي كفيلة بمعرفة والتفاعل مع كل شيء داخل السيارة وخارجها تقريباً! وقبلها دودج التي قدمت تشارجر بنظام ترفيهي مغري أكثر من محركاتها واستدعاءاتها وبالتالي هذه الشكرات ترى المستقبل من منظور مستخدمي التقنية.
وما زلت أعتقد أن أول مسمار في نعش الأنظمة اليدوية كان نظام MyFord Touch والذي كان مبهراً للغاية حتى عندما كان يعمل بالأوامر الصوتية.
العوامل التي ستجعلنا نرى تطوراً جنونياً في الأنظمة الترفيهية تتلخص في عدة نقاط بالنسبة للسائق:
– انخفاض تكاليف التقنية.
– تزايد استخدام الهواتف باليد برغم ارتفاع نسب الحوادث.
– إيجاد بديل للسائق في وضع السائق الآلي.
– المزيد من شركات الهواتف التي تدعم الأنظمة الترفيهية كنظام أبل كاربلاي.
– المزيد من المنافسين سيقلل خيارات المحركات ويزيد من خيارات الترفيه.
– بالطبع قانون مور (Moore’s Law) للتطور التقني.
العديد من الشركات لا تزال غير متأكدة من فعالية أنظمتها لذلك تقوم بالتعديل عليه مع كل موديل جديد تقريباً، أما جاكوار ولاندروفر برغم أنهما يقدمان أفكاراً مميزة للغاية ولكنها غير مقتعة بالنسبة للشركة كأفكار نهائية وستبقى لفترة جيدة في المختبر، أما نيسان فلا زالت تطور في GT-R ونظامها الترفيهي المعلوماتي المميز، ولا جديد مهم في بقية الموديلات.
في حال صدقت نبوءة أودي، سنجد موديلات المحركات تتنقص لصالح مميزات ترفيهية اكثر قيمة فلماذا تستمتع بقيادة مركبة تستطيع القيادة والانزلاق والتواصل مع آلات أخرى لتصل بشكل أأمن وأسرع. وهي جزء من قصة جيدة بدأت بمحرك واحد والعديد من التعديلات الشكلية إلى محركات كثيرة وأشكال اكثر، إلى نظام ترفيهي يحكم صناعة السيارات. المستقبل للتقنية بلا شك!
أخيراً، بما أن الأمر حتمي، ماذا يمكن أن نرى من تطوير إضافي للأنظمة الترفيهية؟!