114 عاماً من الإبداعات المميزة في عالم السيارات
منذ الأيام الأولى للسيارات، أرست الشركة الرائدة لتصنيع السيارات الفاخرة مرسيدس-بنز معايير السلامة والراحة والذكاء والإبداع؛ وتأتي الفئة-S الجديدة لتسير على هذه الخطى دون استثناء. وتحتضن هذه السيارة داخل هيكلها الأنيق والجذّاب أحدث تقنيات السيارات، لتمنح السائق مزيداً من قدرات التحكم الذاتي أكثر مما سبق – وهي رؤية طموحة سرعان ما أصبحت واقعاً ثورياً وملموساً.
ولكن، لم تكن للفئة-S أن تصبح كما هي لولا التطوّر الجذري الذي سبقها. فمع “السيارة الأفضل في العالم” التي وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط الشهر الماضي، نلقي هنا نظرة على كيفية نجاح مرسيدس-بنز في قيادة التحوّل الذي مرّت به السيارة الحديثة عبر ابتكارات عالمية فريدة.
مطلع القرن العشرين.. من الأحصنة إلى القدرة الحصانية مع أول سيارة حديثة في العالم
كانت مرسيدس-بنز سبّاقة في ابتكار أول سيارة في العالم في سنة 1904، لتمنح السائق أول تجربة لحرية الحركة الآلية بقوة من دواسة وعجلة.
وتعود السيارة المكشوفة الفاخرة ذات الرحابة الواسعة إلى إيميل يلينيك، والد مرسيدس يلينيك التي سُميّت العلامة التجارية تيّمناً بها. ويعد إطلاق سيارة مرسيدس-سيمبلكس بقوة 60 حصان نموذجاً رائداً وسبّاقاً لتقاليد الفئة الفريدة والفاخرة من مرسيدس-بنز.
وانتقل السائقون والركاب الذين كانوا قبل ذلك معتادين على الأغطية المغبرّة لسروج الأحصنة وعرباتها، إلى المقاعد الجلدية المريحة والمغطاة بأفضل الأقمشة والتطريزات. وبتغييرها لمنظومة النقل كلياً، كانت مرسيدس-سيمبلكس بقوة 60 حصان ابتكاراً ثورياً حقيقياً في زمنها.
عشرينيات القرن الماضي.. القوة والسرعة تمنحان حريات جديدة
زادت مرسيدس-بنز قوة محركاتها منذ العام 1928، لتعطي السائقين الحرية والقوة للتنقل بسرعات جديدة.
وظهرت سيارة نوربورغ 460 (W 08) لأول مرة في العام 1928 كأول سيارة مرسيدس-بنز ضمن سلسلة الإنتاج تضم محركاً من ثماني إسطوانات. واشتقت تسمية الطراز “نوربورغ” من حلبة السباقات “نوربورغرينغ” التي تم افتتاحها آنذاك قبل سنة واحدة. ويأتي الاسم من اختبار القدرة المذهل حيث قطع طراز 460 حوالي 20,000 كيلومتر خلال 13 يوماً من القيادة على حلبة “نوربورغرينغ”.
وبتصنيعها في منشأة “مانهايم”، تم تحسين طراز الفئة الفاخرة باستمرار من الخارج. وفي خريف 1929، ظهرت بإطار منخفض، وهيكل مميز بتصميم أكثر جاذبية.
ثلاثينيات القرن الماضي.. أداء ممتاز ونظام متطور للفرملة
استمرت مرسيدس-بنز في المضي قدماً وتطوير أداء سياراتها مع محرك فائق القوة من ثماني إسطوانات يضمن أداء ممتازاً بكل سلاسة. وتم تطوير نظام فرملة مبتكر لمضاهاة هذه القوة الجديدة. وكانت سيارة 770 “جراند مرسيدس” من بين أولى السيارات التي تضم “فرامل قدم آلية” لتعزيز مساعدة الفرامل.
إن الجمع بين السرعة والقوة والتحكم المعزز عبر نظام الفرملة الجديد أعطى السائق مستوى جديداً من التحكم الذاتي، كما أثبت شعبية واسعة بين رؤساء الدول والمسؤولين تماماً كما حدث مع ممثلي الصناعة وأقطاب عالم الأموال.
وكانت طرازات “جراند مرسيدس” التي واصلت التقليد العريق منذ عقود لسيارة مرسيدس-بنز الفاخرة، تُصنّع فردياً في منشأة الإنتاج للعلامة التجارية في “زيندلفينغن”، حيث تم استيفاء المتطلبات الخاصة للعملاء بشمولية تامة.
أربعينيات القرن الماضي.. رفع معايير الراحة في السيارات
بنهاية حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، أضافت مرسيدس-بنز إلى سياراتها مزايا متطوّرة للقيادة، مثل تروس التعشيق ونظام التعليق، والتي حسّنت من جوانب الراحة والتحكم للسائق.
وجاءت السيارة الحديثة والفاخرة الرحبة مرسيدس-بنز 320 (W 142) بشاسيه ذي محور متأرجح مع عجلة تعليق مستقلة من أجل قيادة آمنة ومريحة. وساهمت إضافة تروس تعشيق تعمل عن بُعد في تقليل سرعة المحرك واستهلاك الوقود، وكذلك تحسين جوانب الراحة والكفاءة أثناء التنقل.
وفي الوقت نفسه، أضيف ما أطلق عليه حينها الصندوق الخارجي إلى المجموعة القياسية من التجهيزات للإصدار الأكثر رحابة من هذا الطراز الفاخر – سيارة بولمان السيدان بسبعة مقاعد.
خمسينيات القرن الماضي – الحرف S يؤسس مكانة متميزة وضماناً للسلامة
في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، عزّزت مرسيدس-بنز من قواعد اللعبة بإطلاق أول طراز من الفئة-S. ففي العام 1956، أصبح الحرف S مع طراز 220 S علامة دائمة في أسماء طرازات الفئة المميزة من مرسيدس-بنز، مما يؤكد على مكانتها الخاصة والمتفوقة. وشهد ذلك بداية هذه التصنيفات التي بقيت إلى اليوم.
وشهدت الخمسينيات أيضاً أول تطوير لمزايا الأمان والسلامة التي وفّرت الحماية للسائق والركاب في حال وقوع اصطدام. وكان ذلك من خلال المناطق المنظّمة في المقصورتين الأمامية والخلفية للسيارة، والتي تمتص الطاقة عند التصادم – وتمت إضافة هذه المزايا إلى سلسلة الإنتاج في طرازات 220، و 220 S، و 220 SE. واليوم، يتم تصميم كل سيارة حديثة للركاب وفقاً لهذا المبدأ.
واجتذب الأداء المثير لهذه الطرازات اهتمام وسائل الإعلام المتخصصة، لتتحدث عن نجاحات السيارات الرياضية للعلامة التجارية، في حين اعتبرت خصائص التحكم مطابقة لمزايا الراحة والسلامة بأبعاد متساوية. وساهمت المقصورة الداخلية الراقية جداً في شعبية هذا الطراز من الفئة الفاخرة.
ستينيات القرن الماضي.. “ملك الطريق السريع” يضيف التقنيات الذكية إلى الفئة-S
تماشى الأداء الفائق مع التقنيات الذكية. وجاءت الفئة-S الآن بمزايا مثل التعليق الهوائي، وناقل حركة أوتوماتيكي، وتوجيه إلكتروني، ونظام هيدروليكي فريد. ومهّدت هذه الأنظمة المتطورة الطريق لما نعتبره الآن السيارة الحديثة. وسهّل التوجيه الإلكتروني من خصائص المناورة، ليعطي تجربة أكثر سلاسة ومتعة للقيادة.
ولعل أبرز ما قدّمته مرسيدس-بنز في حقبة الستينيات كان طراز 300 SEL 6.3 الذي طرحته في العام 1968، وأطلقت عليه لقب “ملك الطريق السريع”. وتضمّن الطراز الجديد والأفضل في فئته في السلسلة محرك V8 القوي من سيارة مرسيدس-بنز 600 السيدان الفائقة، ومنحت مُلاكها الفخورين أعلى مستويات الراحة المطلقة والتجهيزات الفاخرة، وكذلك أداءً يُـضاهي السيارات الرياضية. وبقدرات تتفوّق على أفضل السيارات الرياضية، اكتسب الطراز مكانته كأسرع سيارات السيدان وأكثرها أماناً للمسافات الطويلة في عصرها.
سبعينيات القرن الماضي.. طرح تقنية ABS، نظام ثوري للسلامة
في العام 1978، أصبحت الفئة-S أول سيارة ضمن سلسلة الإنتاج في العالم تتوفر مع نظام الفرملة المانع للانغلاق ABS، والذي صُمم للمساعدة على الاحتفاظ بالتحكم في التوجيه عند الفرملة الكاملة. وقدّمت سيارات الاختبار لنظام ABS، وكذلك الاختبارات واسعة النطاق لمسافة إجمالية تقدّر بحوالي 35 مليون كيلومتر، دليلاً واضحاً على الموثوقية التشغيلية للنظام الجديد قبل إدخاله إلى سلسلة الإنتاج. وأدى هذا العمل إلى الظهور العالمي الأول لنظام ABS ضمن سلسلة الإنتاج في طراز W 116 للفئة-S في العام 1978. وفي تلك الفترة من الضجة حول العالم، أصبحت أنظمة ABS الآن معياراً أساسياً في صناعة السيارات بأكملها.
ثمانينيات القرن الماضي.. حماية مضاعفة مع الوسادة الهوائية
باعتبارها من التجهيزات الأساسية الآن في كل سيارة حديثة، كانت مرسيدس-بنز أول مصنّع للسيارات في العالم يقدم ميزة الوسادة الهوائية للراكب الأمامي في سيارة ضمن سلسلة الإنتاج. وتمنح ميزة السلامة المتطورة هذه السائق مزيداً من الطمأنينة بأن سيارتهم من الفئة-S هي الأكثر أماناً على الطريق.
وأدخلت الوسادة الهوائية لأول مرة في طراز 126 للفئة-S الذي ظهر في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات في سبتمبر 1987. وارتقت بمعايير السلامة ضمن سيارات الركاب من مرسيدس-بنز إلى مستوى جديد، لتؤكد على مكانة مرسيدس-بنز الريادية في أنظمة السلامة الذاتية. وتم تجهيز الوسادة الهوائية للسائق في بادئ الأمر مع حزام شد سريع للراكب الأمامي. ومنذ العام 1988، قدّمت مرسيدس-بنز أيضاً لعملائها وسادة هوائية للراكب الأمامي.
تسعينيات القرن الماضي.. أنظمة التحكم التي قدّمت مستوى جديد من التحكم الذاتي
بدءاً من العام 1995 وما بعده، قللت مرسيدس-بنز من خطر الانزلاق عن طريق التطبيق المبتكر للفرملة الموجّهة على عجلات فردية. وبنهاية العام 1996، تم إدخال مساعد الفرملة، وهو عبارة عن ميزة توفر أوتوماتيكياً أقصى تأثير للفرملة المعززة أثناء الفرملة الطارئة.
وجاءت الفئة-S (طراز 220) التي طرحت في العام 1998 بمزيد من مقومات السلامة والراحة، وذلك نظراً لنظام التعليق الهوائي AIRMATIC الجديد والذي يتم التحكم به إلكترونياً، ونظام التحكم والعرض COMAND، ونظام مثبّت السرعة المبتكر DISTRONIC القابل للتحكم بالقرب.
مطلع القرن الواحد والعشرين.. بداية عصر التقنيات الذكية
بوضع بصمتها كسيارة السيدان الفاخرة الأكثر اقتصادية في العالم، تم إطلاق سيارة مرسيدس-بنز S 400 هايبريد في العام 2009 كأول طراز فاخر مع نظام القيادة الهجين ذي الكفاءة المحسّنة والصديق للبيئة، وأيضاً كأول سيارة ضمن سلسلة الإنتاج مع بطارية ليثيوم-أيون.
وقدّمت مرسيدس-بنز في العام 2005 ابتكارات جديدة مثل المساعد النشط للرؤية الليلية، ونظام التحكم المطوّر والفائق بالقرب DISTRONIC PLUS، ومساعد الفرملة الفائق. وهناك المزيد من أنظمة المساعدة مثل مساعد النقطة العمياء، ومساعد الحفاظ على المسار، ومساعد تحديد السرعة، والتي ساهمت جميعها في تقليل الضغوطات على السائق، ومضت بالفئة-S بخطوة أقرب نحو رؤية القيادة الآمنة والخالية من الحوادث.
2013 – رؤية تحققت
حققت مرسيدس-بنز مع العام 2013 رؤيتها بإنتاج أفضل السيارات في العالم، مع ثلاث ركائز وسّعت من إمكانات التكنولوجيا البديهية – القيادة الذكية، والتكنولوجيا الفعّالة، وجوهر الفخامة.
وجاء طراز الفئة-S للعام 2013 مجهزاً بمجموعة من أنظمة السلامة المبتكرة، مثل نظام MAGIC BODY CONTROL – لتصبح السيارة الأولى في العالم بقدرات اكتشاف المطبات على الطريق مسبقاً وتعديل التعليق وفقاً لذلك. ونالت الفئة-S أيضاً لقب سيارة السيدان الأكثر اقتصادية في فئة السيارات الفاخرة.
وتعرض الشاشات المزدوجة عالية الدقة بقياس 12.3 إنش الطيف الكامل من أنظمة القيادة، وإعدادات السيارة، والترفيه، والملاحة.
2017 – السيارة الأفضل في العالم
يرسّخ إطلاق الفئة-S لعام 2018 من مكانة مرسيدس-بنز كأفضل سيارة في العالم. فقد ساهمت الطفرة الريادية على مدى 114 عاماً في ابتكار سيارة مرسيدس-بنز الفئة-S اليوم، مما يجعلها الشركة الرائدة بلا منازع في مجالات التقنيات الذكية والقوة والأداء والفخامة. ويتخذ الطراز الأفضل في فئته خطوة كبيرة أخرى نحو القيادة الذاتية، ويرتقي بمفهوم القيادة الذكية إلى المستوى التالي. ويتجلّى اهتمامها الدقيق بالتفاصيل في كل زاوية من السيارة، من عجلة القيادة بأجزاء خشبية وجلدية، إلى المصابيح الخلفية بإطلالة كريستالية.
ومع الطراز الجديد، بدأت مرسيدس-بنز بثورة في عالم السيارات من شأنها إحداث تغيير جذري في كيفية استخدام وقيادة السيارات. وتأتي أنظمة مثل التحكم بالقرب DISTRONIC ومساعد التوجيه النشط الآن مع وظائف جديدة ومعدّلة. ويقلل نظام مسح سطح الطريق، ووظيفة الإمالة عند المنعطفات، من قوى الالتفاف لتوفير الراحة أثناء القيادة.
وتتطابق القدرات الجديدة للقيادة الذكية بصورة متساوية مع مقومات الراحة. ويعتبر نظام التحكم بمزايا الراحة ENERGIZING الأول من نوعه في العالم. ويربط بين مجموعة متنوعة من أنظمة الراحة المختلفة مثل التحكم بحالة الطقس، والإضاءة المحيطة، ووظائف التدليك والتعطير، والتي تتكيّف جميعها فردياً مع مزاج واحتياجات الركّاب في السيارة.